ميسي هو الفضائي الوحيد في كوكب الأرض

ميسي هو الفضائي الوحيد في كوكب الأرض

” رغم تفضيل الكثيرين له ، رغم الضجة والجوائز ، هل لم يقدر ليو ميسي بما فيه الكفاية ؟ ”

سؤال غريب و مثير للاهتمام طرحه الصحفي شون اينجل قبل فترة عبر صحيفة ذا غارديان البريطانية.

يقول شون :

” ربما يكون قد فاز بخمس كرات ذهبية منذ ان انطلقت مسيرته منذ خمسة عشر عام لكن الارجنتيني لا يتم تقديره بما يكفي.

في كتابه الجديد ” لا شئ حقيقي” وهو مجموعة من المقالات المجمعة التي تربط مسيرة دامت لأكثر من خمسين عام ، الصحفي الموسيقي المشهور ” ديفيد هيبورث” بدأ بمقالة تعتبر ان فرقة “البيتلز” الشهيرة ” اندريتدد” ، نعم كما قرأت يقول ديفيد بأن الفرقة لم تنل التقدير الكافي !

على الاغلب لقد رفعت احد حاجبيك مستغربا حتى الان وبدأت تفكر هل كاتب هذا المقال سليم عقليا ام لا ، كما لم يتبقى الكثير من الوقت قبل ان تتوقف عن قراءة المقال و تطلق اللعنات ولكن انتظر… ”

انت الان تقرأ لرجل يعتقد بأن احدى اشهر الفرق الغنائية في التاريخ ان لم تكن الاشهر لم تقدر بشكل كافي ، فرقة حتى غير محبي الموسيقى – رغم قلتهم – يعرفونها ، اعتقد ان لديك كل الحق لتغضب بعد سماع هذا لكن اقرأ التالي :

” يصر هيبورث على ان لا احد وصل الى ما وصل اليه البيتلز في عصرهم الذهبي ، بتلك الحالة التي اوصلوا اليها مستميعهم ، وهم يترنحون يمينا ويسارا ككرة حديدة عملاقة ، وصلوا الى مرحلة اصبح فيها تألقهم امر معتادا للغاية لدرجة انه لم يعد مستغربا ، مجرد امر روتيني. رغم كل التقدير والجوائز التي حصلوا عليها الا ان لا احد يقدرهم كما يجب ، لسبب بسيط جدا انهم ببساطة ” البيتلز”.

ربما حان الوقت لقول ان ذلك ينطبق على ليو ميسي كذلك. رغم تفضيل الكثيرين له ، رغم العدد اللا نهائي من الاعترافات بجودته الكبيرة ورغم الست كرات ذهبية وعشرات الجوائز الاخرى التي حصدها فلا شك ان ليونيل ميسي لا يقدر بما فيه الكفاية.

في الفيلم الوثائقي المميز ” Take the ball , Pass the ball” الذي يتحدث عن كيف اصبح برشلونة افضل فريق في العالم ، تشافي يعطينا فكرة جيدة لماذا يسبق ميسي أقرانه.

” انه افضل منك بقدمه اليمنى ، بقدمه اليسرى ، و برأسه. انه افضل منك دفاعيا وهجوميا. انه اسرع منك ، انه افضل منك في المراوغة وافضل منك في التمرير. حراسة المرمى ؟ لم نجربه هناك بعد ، لكن ان فعل فإحذروا. ”

– تشافي هيرنانديز

في الوثائقي يقول صامويل ايتو أنه حذر باتريك فييرا في مباراة ودية قبل بداية الموسم في ٢٠٠٥ بأنه سيواجه فتى سيغير التاريخ.

” أخبرته بأن يوما ما سيبدو بأن كل لاعب اتى قبل ميسي كان يلعب رياضة مختلفة تماما !”

– صامويل ايتو

ومن بإمكانه اليوم ان ينكر ان ايتو كان على حق ؟!

في وقت من الاوقات كان معدل تهديف المهاجم المميز هدف كل مباراتين. لكن الارقام تثبت ان ميسي لديه معدل 1.44 هدف واسيست في كل تسعين دقيقة في الليغا منذ موسم 2009-2010 (بدون احتساب ركلات الجزاء) اي انه يساهم بحوالي ثلاث اهداف في كل مباراتين.

يأتي بعده في الخمسة الاوائل كريستيانو رونالدو (1.21) بناء على ما قدمه في اسبانيا وايطاليا ايضا ، لويس سواريز (1.12) ، زلاتان ابراهيموفيتش (0.98) ، ونيمار (0.97).

وفي رقم خرافي اخر ميسي سجل او صنع 46% من اهداف برشلونة في الليغا في اخر عشر اعوام (بدون احتساب ركلات الجزاء) ! هذا الرقم يتحدث باختصار عن قدرة ميسي التي لا تصدق على خلق الاهداف وعلى الاستمرارية والقدرة على البقاء في اللياقة المناسبة.

في نفس الفترة فقط انتونيو دي نتالي لديه رقم قريب بشدة من رقم ليو بمساهمته بنسبة 45% من اهداف اودينيزي ثم يأتي كل من كريستيانو رونالدو وسواريز بنسبة 39%.

انظر فقط للفارق بين ميسي ورونالدو في هذا الرقم. لأكثر من عقد من الزمان كنا شاهدين على صراع “البيتلز” و “الرولينج ستونز” الخاص بكرة القدم العصر الحديث في اعلى مستوياتهم. ورغم ذلك تقول هذه الارقام ان بينما رونالدو لاعب ليس فقط من الطراز الأول بل لاعب اوجد لنفسه مكانة ومرتبة خاصة جدا في كرة القدم – مرتبة من الصعب ان يصل اليها اي احد مستقبلا – فإن ميسي من خارج هذا الكوكب.

تمريرات ميسي لا تنال التقدير الكافي كذلك. منذ ان بدأ موقع “أوبتا” الشهير في تجميع هذه المعلومات في 2008 فإن ليس هناك اي لاعب هجومي في الدوريات الخمسة الكبرى قام بتمريرات أمامية اكثر من ميسي. ” ببساطة فإن ميسي لا يقوم فقط بعدد اكبر من التمريرات المختلفة ، لكنه ينجح في القيام بكل منهم بطريقة افضل من اي شخص اخر في مركزه.” هكذا يقول عمر تشاودهري رئيس القسم الاستشاري في الذكاء الكروي.

ولا يهم اين تضعه في الملعب. واحدة من افضل المشاهد في الوثائقي هي حين يقوم تشافي بواسطة اكواب وحمراء وبيضاء و رقائق البطاطس بشرح كيف قام ميسي للمرة الأولى بدور المهاجم الوهمي المدمر ضد ريال مدريد في 2009. طبعا كان أداء ميسي مذهلا في المباراة التي انتهت بفوز بفريقه بستة اهداف لاثنين.

” ميسي غير قابل للإيقاف. انه يمتلك موهبة طبيعية تعطى لقلة القلة. ربما بعد عشرين او ثلاثين عاما سيكون هناك شخص اخر ، لكن الان انه عصر ميسي.”

– تشافي هيرنانديز

اكبر نقطة يتم انتقاد ميسي عليها دائما هي عدم الفوز بكأس العالم. لكن في 2010 كان يدربه دييغو ماردونا ، الذي كانت فلسفته التدريبية لتثير الاستغراب في مملكة موز ! في النسختين التين تلوا تلك خسرت الاجنتين من البطل. تبقى كرة القدم لعبة جماعية مهما كان الفرد عظيما.

في مقالاته يذكرنا هيبورث ان “البيتلز” كانوا اذكياء بما فيه الكفاية ليعرفوا متى يتوقفون ، مما يعني ان تراثهم لم يتشوه من سنوات الهبوط الحتمية لكل شئ وكل شخص.

اذا ماذا ينتظر ميسي ليتوقف ؟ ربما لا يكون ليو بالسرعة التي كان عليها حين قدم تصوره الخاص لتحفة ماردونا الخالدة بعدد مراوغات خيالي من منتصف الملعب امام خيتافي ، لكنه مازال يرى اللعبة بسرعة مختلفة من اي شخص اخر. وطالما يستمر في تسجيل اهداف كثيرة وصنع لوح فنية موقعة بماركته الخاصة فالإجابة على سؤال من افضل لاعب في العالم ستظل واحدة : ميسي !

إغلاق